العالم ما بعد كورونا
العالم ما بعد كورونا:
لقد كانت احداث الايام الاخيره اكثر من صادمه ، لم يكن احد ان يتوقع السيناريو الغريب الذي هز العالم بعد انتشار جائحه كورونا ( كوفيد 19) ، تغيرت الحياه بين ليلة وضحاها وتغيرت معها كثير من المفاهيم، عجزت الدول العظمى امام مخلوق في منتهى الصغر لا يرى حتى بالعين المجرده، واغلقت الحدود بين الدول وتوقفت الاقتصادات وتوقفت معها الحياه بالكامل. اين مقابلات كره القدم التي كانت تملا الملاعب والمقاهي على حد سوا ء بالمشجعين، اين السهرات الغنائيه ، اين الحفلات ، اغلقت حتى ابواب المساجد والكنائس وكل معابد الارض واخلي الحرمين في مكه من المعتمرين و اخلي بيت المقدس في فلسطين .
فرضت معظم الدول حجرا صحيا على سكانها وحظرت التجمعات واللقاءات والمصافحات والمعانقات ، جلس الناس في البيوت يترقبون جديد الوباء عبر التلفزيون والهواتف الذكيه ، ينتظرون ان يعلنوا في مكان ما على الكوكب اكتشاف علاج لهذه الجائحه اصبح وسواس النظافه شاغلهم الاكبر ، لا تمر ساعه الا وغسلوا ايديهم بالمنظفات والمعقمات التي جلبت لصناعها ربحا كبيرا لم يتوقعوه يوما ما، كيف سيكون العالم بعد كورونا ، هل ستتغير سياسه البلدان ،ما هي التوقعات و التبعات الاقتصادية ، هل سيتبدل تفكير الناس ، نعم ربما لو كانت ذاكرة الناس قويه سيتذكرون جدا هذه الايام في المستقبل وستتغير كثير من الاشياء.
سياسات الدول ما بعد كورونا :
1) النظام الصحي :
ان ما نشاهده اليوم في قنوات الاخبار وما ياتينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والواتساب عن عجز كثير من مستشفيات الدول في اوروبا عن استيعاب العدد الهائل من المصابين بمرض كورونا، سيعيد النقاش حول الوضع الصحي في كثير من البلدان حتى المتقدمه منها ، ستضطر كثير من الحكوما ت لزياده ميزانيه الصحه لتتمكن من بناء المستشفيات وتدريس الاطقم الطبيه وتزيد عدد الاطباء والممرضين والتقنيين في المجال الصحي وايضا ستضطر الى زياده ميزانيه البحث العلمي .
اكيد ان جائحه كورونا كسرت الاقتصادات العالميه ولا زالت تفعل ، اكيد انها ستفرض على الدول سياسات تقشفيه في السنوات المقبله لتعويض خسارتها الماليه ، ولرفع اسهم البورصات التي سقطت الى الحضيض ، لكن ذلك لن يمنع من الاتجاه في كل الدول نحو اصلاح منظومه التعليم واعاده هيكلته وتقويه المنظومه الصحيه ، فما حدث كشف في جميع الدول مدى التقصير الذي حدث لهاذين المجالين على حساب مجالات اخرى قد تكون مجرد مجالات ترفيهيه كالسياحه والرياضه و الفن ، وقد راينا بام اعيننا مدى اهتمام الراسمالية المتوحشة خلال السنوات الاخيره بالمغنيين والممثلين ولاعبي كره القدم ، لكن مع اول ازمه صحيه عالميه حقيقيه انطفأ نجم كل هؤلاء وتذكر الناس قيمة الطبيب والممرض والمعلم والعالم والباحث والمخترع.
كورونا وضع أهل الفن و أهل الرياضة و غيرهم في حجمهم الطبيعي .. و جعلنا نشعر بقيمة الأطباء و العلماء و الجنود ورجال الأمن و التعليم ... هم أبطالنا ، و كأن الله أعاد ترتيب المجتمع من جديد بعد الانحلال الذي كنا نعيشه ...تجد المطرب و الممثل ولاعب الكرة لا يفقه شيئا و وضعه في المجتمع VIP،
ربما كانت الحكمة من هذا البلاء هو وضع كل شخص في حجمه الطبيعي ،
بعد لدغة كورونا سيكون على الحكومات ان تفكر مليا في تشييد مستشفيات جديده قادرة على استيعاب اكبر عدد من المرضى والاستعداد لاوبئة اخرى ، فلا نعلم ما يخفي لنا المستقبل ، سيكون عليها ان تبني مراكز جديده للبحث العلمي ومراكز اخرى للتحليلات الطبيه وتشجيع الشركات الخاصه بصناعة الادوية وبناء جامعات جديدة للطب والصيدلة
2 ) الامن الغذائي :
ان اغلاق الحدود بين الدول وسد المجالات الجويه لمنع تفشي مرض كورونا سيعيد نقاشا اخر الى الطاولة وهو مدى استعداد كل دولة على حدة لتامين الغذاء لشعبها دون الاستعانة باستيراد المواد الغذائيه من اي دولة اخرى وهنا ستبرز أهمية القطاع الفلاحي و مجال الصناعات الغذائيه في الامن الغذائي لسكان المعمور ، سيكون على الدول اعاده حساباتها وجعل الاكتفاء الذاتي على فلاحاتها من الاولويات ولا ننسى ايضا موضوع الاكتفاء الذاتي في ماده الماء و الاساسيه للحياه ، وهو امر اساسي لإنجاح الاكتفاء الغذائي ، الذي سيعطي الاشاره الى بناء مزيد من السدود المائية ومحطات تصفية ماء البحر .
الناس ما بعد كورونا :
لقد عاشت البشريه مع بدايه سنه 2020 رعبا حقيقيا مع انتشار وباء كورونا ، سيناريو مخيف لم يعشه الناس منذ الحمى الاسبانيه في عام 1918 الذي سبب مقتل 50 مليون انسان على وجه الار ض ، ستنتهي كورونا عاجلا ام اجلا لكن ذكراها لن تنسى من مخيلة الناس سيتذكرون الحجر الصحي و حظر التجوال اللذان فرضا عليهم ، وسيتذكرون التهافت على السلع في الاسواق والمحلات التجاريه ، وسيتذكرون ما فعله بهم المضاربون من رفع اسعار الكمامات الطبيه والمعقمات والخضراوات والفواكه واللحوم ، سيعرف الناس دور الدوله في حمايه حياتهم ، وسيستشعرون قيمه النظافه وقيمه الصحه وقيمه المحافظه على مناعه قوية ، سيدخل الوسواس الى عقلهم الباطن وسيتوجسون من المصافحات والمعانقات ويعتنون بنظافة ايديهم على طول اليوم حتى بعد نهايه كورونا ، سيغير كثير من الناس عملهم الذي لم ينفعهم ايام الحجر الصحي و ستغير كثير من المقاولات و المشاريع طريقة تسييرها و عملها ، و سيعتمد كثيرا على العمل و الدراسة عن بعد استعدادا لوباء اخر من نفس النوع ، وسيتذكرون عندما منعت منهم المساجد وسيحمدون الله على انهم قادرين على عبادة الله في بيته لا في بيوتهم.
لقد كانت احداث الايام الاخيره اكثر من صادمه ، لم يكن احد ان يتوقع السيناريو الغريب الذي هز العالم بعد انتشار جائحه كورونا ( كوفيد 19) ، تغيرت الحياه بين ليلة وضحاها وتغيرت معها كثير من المفاهيم، عجزت الدول العظمى امام مخلوق في منتهى الصغر لا يرى حتى بالعين المجرده، واغلقت الحدود بين الدول وتوقفت الاقتصادات وتوقفت معها الحياه بالكامل. اين مقابلات كره القدم التي كانت تملا الملاعب والمقاهي على حد سوا ء بالمشجعين، اين السهرات الغنائيه ، اين الحفلات ، اغلقت حتى ابواب المساجد والكنائس وكل معابد الارض واخلي الحرمين في مكه من المعتمرين و اخلي بيت المقدس في فلسطين .
فرضت معظم الدول حجرا صحيا على سكانها وحظرت التجمعات واللقاءات والمصافحات والمعانقات ، جلس الناس في البيوت يترقبون جديد الوباء عبر التلفزيون والهواتف الذكيه ، ينتظرون ان يعلنوا في مكان ما على الكوكب اكتشاف علاج لهذه الجائحه اصبح وسواس النظافه شاغلهم الاكبر ، لا تمر ساعه الا وغسلوا ايديهم بالمنظفات والمعقمات التي جلبت لصناعها ربحا كبيرا لم يتوقعوه يوما ما، كيف سيكون العالم بعد كورونا ، هل ستتغير سياسه البلدان ،ما هي التوقعات و التبعات الاقتصادية ، هل سيتبدل تفكير الناس ، نعم ربما لو كانت ذاكرة الناس قويه سيتذكرون جدا هذه الايام في المستقبل وستتغير كثير من الاشياء.
سياسات الدول ما بعد كورونا :
1) النظام الصحي :
ان ما نشاهده اليوم في قنوات الاخبار وما ياتينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والواتساب عن عجز كثير من مستشفيات الدول في اوروبا عن استيعاب العدد الهائل من المصابين بمرض كورونا، سيعيد النقاش حول الوضع الصحي في كثير من البلدان حتى المتقدمه منها ، ستضطر كثير من الحكوما ت لزياده ميزانيه الصحه لتتمكن من بناء المستشفيات وتدريس الاطقم الطبيه وتزيد عدد الاطباء والممرضين والتقنيين في المجال الصحي وايضا ستضطر الى زياده ميزانيه البحث العلمي .
اكيد ان جائحه كورونا كسرت الاقتصادات العالميه ولا زالت تفعل ، اكيد انها ستفرض على الدول سياسات تقشفيه في السنوات المقبله لتعويض خسارتها الماليه ، ولرفع اسهم البورصات التي سقطت الى الحضيض ، لكن ذلك لن يمنع من الاتجاه في كل الدول نحو اصلاح منظومه التعليم واعاده هيكلته وتقويه المنظومه الصحيه ، فما حدث كشف في جميع الدول مدى التقصير الذي حدث لهاذين المجالين على حساب مجالات اخرى قد تكون مجرد مجالات ترفيهيه كالسياحه والرياضه و الفن ، وقد راينا بام اعيننا مدى اهتمام الراسمالية المتوحشة خلال السنوات الاخيره بالمغنيين والممثلين ولاعبي كره القدم ، لكن مع اول ازمه صحيه عالميه حقيقيه انطفأ نجم كل هؤلاء وتذكر الناس قيمة الطبيب والممرض والمعلم والعالم والباحث والمخترع.
كورونا وضع أهل الفن و أهل الرياضة و غيرهم في حجمهم الطبيعي .. و جعلنا نشعر بقيمة الأطباء و العلماء و الجنود ورجال الأمن و التعليم ... هم أبطالنا ، و كأن الله أعاد ترتيب المجتمع من جديد بعد الانحلال الذي كنا نعيشه ...تجد المطرب و الممثل ولاعب الكرة لا يفقه شيئا و وضعه في المجتمع VIP،
ربما كانت الحكمة من هذا البلاء هو وضع كل شخص في حجمه الطبيعي ،
بعد لدغة كورونا سيكون على الحكومات ان تفكر مليا في تشييد مستشفيات جديده قادرة على استيعاب اكبر عدد من المرضى والاستعداد لاوبئة اخرى ، فلا نعلم ما يخفي لنا المستقبل ، سيكون عليها ان تبني مراكز جديده للبحث العلمي ومراكز اخرى للتحليلات الطبيه وتشجيع الشركات الخاصه بصناعة الادوية وبناء جامعات جديدة للطب والصيدلة
2 ) الامن الغذائي :
ان اغلاق الحدود بين الدول وسد المجالات الجويه لمنع تفشي مرض كورونا سيعيد نقاشا اخر الى الطاولة وهو مدى استعداد كل دولة على حدة لتامين الغذاء لشعبها دون الاستعانة باستيراد المواد الغذائيه من اي دولة اخرى وهنا ستبرز أهمية القطاع الفلاحي و مجال الصناعات الغذائيه في الامن الغذائي لسكان المعمور ، سيكون على الدول اعاده حساباتها وجعل الاكتفاء الذاتي على فلاحاتها من الاولويات ولا ننسى ايضا موضوع الاكتفاء الذاتي في ماده الماء و الاساسيه للحياه ، وهو امر اساسي لإنجاح الاكتفاء الغذائي ، الذي سيعطي الاشاره الى بناء مزيد من السدود المائية ومحطات تصفية ماء البحر .
الناس ما بعد كورونا :
لقد عاشت البشريه مع بدايه سنه 2020 رعبا حقيقيا مع انتشار وباء كورونا ، سيناريو مخيف لم يعشه الناس منذ الحمى الاسبانيه في عام 1918 الذي سبب مقتل 50 مليون انسان على وجه الار ض ، ستنتهي كورونا عاجلا ام اجلا لكن ذكراها لن تنسى من مخيلة الناس سيتذكرون الحجر الصحي و حظر التجوال اللذان فرضا عليهم ، وسيتذكرون التهافت على السلع في الاسواق والمحلات التجاريه ، وسيتذكرون ما فعله بهم المضاربون من رفع اسعار الكمامات الطبيه والمعقمات والخضراوات والفواكه واللحوم ، سيعرف الناس دور الدوله في حمايه حياتهم ، وسيستشعرون قيمه النظافه وقيمه الصحه وقيمه المحافظه على مناعه قوية ، سيدخل الوسواس الى عقلهم الباطن وسيتوجسون من المصافحات والمعانقات ويعتنون بنظافة ايديهم على طول اليوم حتى بعد نهايه كورونا ، سيغير كثير من الناس عملهم الذي لم ينفعهم ايام الحجر الصحي و ستغير كثير من المقاولات و المشاريع طريقة تسييرها و عملها ، و سيعتمد كثيرا على العمل و الدراسة عن بعد استعدادا لوباء اخر من نفس النوع ، وسيتذكرون عندما منعت منهم المساجد وسيحمدون الله على انهم قادرين على عبادة الله في بيته لا في بيوتهم.
تعليقات
إرسال تعليق